يا دار حاتم ناحر البزّل الكوم = و دار أجود الطائي و ضاري و زقّام
هكذا يحب أن يسمي قصيدته شاعرها أو يكتفي فقط بـ ( دار حاتم ) و قد نظمها حوالي عام 1404هـ . و أختار أن
يوجهها إلى الشاعر الكبير / حمود بن عمران السويدي الشمري . و فيها ينصح أحد جماعته بتحمّل مشاكل أبناء
عمومته و لو آذوه و يذكّره بشيم العرب و أقربها له قصّة قبل حوالي مئة عام حدثت بين زحام الهمزاني و أبناء عمّه
أبتدأت بحادث قتل سبّب جلوة زحام عن بلاده و جماعته ( آل همزان ) و كان و هو في مجلاه يحاول الإصلاح مع خصومه
إلا أن أحدهم رفض الصلح و أقسم بالأنتقام من زحام أو أحد أقاربه و يدعى هذا الشرس ( صعب أبو خشّان ) .
علمت العشيرة التي تأوي زحام أن الفاتك صعب الهمزاني يترصد لزحام حول مضاربها و قد أخذ أولاده و بيته و
رحائله و كأنه يرتاد الكلاء و لا حظوا القبيلة المجيرة أن هذا الفاتك يريد جارهم و مستجيرهم و ما كان منهم إلا أن رحلوا
إلى مكان آخر و ما كان من الفاتك إلا ان تبعهم و بدأ يراقبهم عن بعد و بعد أيام و في أحد بيوت العشيرة المجيرة أذا
أحد الرجال يبشّر زحام الهمزاني بأن خصمه قد مرضوا أولاده و ماتت رحائله بسبب حشرة الزريقي ( دابة كالذباب أو
البعوض في العراق ) و أنه على وشك الهلاك و أن الله كفى به . فما كان من زحام إلا أن سار إلى خصمه بالماء و
المطايا و قال له أنج على هذه الرحائل و أذهب إلى ديارك و اللي بيننا بيننا .
أخذ صعب الهمزاني الرحائل و حمل أبنائه المرضى و سار إلى بلاده ( الشبيكة ) في نواحي جبل رمّان و أوصى
لزحام من يبلغه أنّه عفى عنه بلا مقابل و بقى صعب يسقي نخيل زحام حتى عاد زحام إلى بلاده و جماعته آل همزان . أنتهت قصة زحام و صعب .
و الأديب الراوية / سعيّد بن فهيد الدوخي الهمزاني الأسلمي الشمري . يضمّن هذه القصة العظيمة في معلقته
( دار حاتم ) للتذكير بشيم العرب و مكافأة المعروف بالمعروف و الأحسان و يتطرّق أيضاً لمفاخر قبيلة شمّر و تأريخها
العظيم و حاضرها المشرق و يورد رموز من ملاحم هذه القبيلة ( طيء - شمّر ) قبل الأسلام و بعده و في الفترات الغامظة
نسبياً إلى أمارة الرشيد في نجد و يعدّد بعض أمراء و شيوخ و فرسان و كرماء شمّر و بعض السنن الحسنة عندهم مثل
العفو عند المقدرة و الكرم الحاتمي و يذكر ما تتميّز به عشيرته ( آل همزان ) من دفع الديات بينهم هذه السنة الحسنة
القديمة عند آل همزان و ألتي تواصوا بالحفاظ عليها منذ عهد الأجداد و من مردوداتها أن الهمزاني لا يذهب إلى شمّر
أو ألى أي قبيلة أخرى يطلب العون المادي في دية أبداً و أنما يكتفي بأبناء عمّه آل همزان فقط .
ثم يتطرّق الشاعر الهمزاني إلى باني العهد السعودي الزاهر مستذكراً دور جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز
آل سعود و أيوائه لرشيد عالي الكيلاني . بعدما عجزت عن أيوئه كبرى الدول في العالم . و يذكر حلمه رحمه الله
و عفوه و همته العاليه في البناء و الأصلاح فألى جنة الفردوس أبا تركي .
معلقة ( دار حاتم ) لسعيّد بن فهيد الدوخي الهمزاني . يهديها أبو حاضر إلى القائمين على منتديات الطنايا
مع التحيّة .
لا بد من قبرٍ على الصدر مرجوم = خلّك لربعك مجند العز و حزام
لو أثقلوا بالك و زادوك بهموم = خلّك لهم بك وسع صدرٍ و فهّام
دارك و أهل دارك بها المجد مركوم = بلاد حاتم منتهى مجدنا التام
يا دار حاتم ناحر البزّل الكوم = و دار أجود الطائي و ضاري و زقّام
و اللي ولى تيماء و دومه و زلوم = و حطّه على عرواء كرارات و أكتام
و زكّى الخنافر و النجاجير و بقوم = و بنى على واد الدواسر قصر دام
جيش العقيم اللي شكى رهوص و رثوم = من كثر ما تلّه من النير لردام
جرّه على دار القويدي و درهوم = ياما غدت جل الفلا جلود و عضام
أسقاك مزن المنخفض صيف و وسوم = دار الصخاء و الغيد زينات الأكمام
و اللي جهل ما به من أمجاد و علوم = يقراء كتاب الزركلي و أبن بسّام
ما هي تجارات ..... و ..... روم = و با.... و ...... و ..... ام
....................................... = ......... بجلود فطيّس الأغنام
منها القعيط اللي على الخيل صاروم = محذ الفوارس صيدته مثل غنّام
غشّام فوق الجول يوم أدرج الحوم = يشبع لوابيدٍ بالأدغال نوّام
شمّر و تاريخه عن البوق معصوم = و لا طاوعت بالدين صيحات الأيهام
على البزاخة خيلهم صدّت القوم = ياما طليحة عن هله فر للشام
عقب النبوّة عاف الأعداد لهجوم = شفتوا تصاويرٍ لحربه بالأفلام
ثم يقول ...
و لو جبت شعرٍ كنّه الدر منظوم = مثل عقود البحتري و أبو تمّام
ما أوفيت مدح اللي بها الضيف محشوم = و معلقينٍ بالصخاء تاج و وسام
و يقول عن حائل ... و أهلها ...
لو كان ما تنتج فواكه و لا كروم = تنتج معادنها الصخاء بكل الأحجام
اللي الكحيلة باعها بأرخص السوم = منها و منها اللي دعى الذيب عزّام
و راع اللحيسة من فريق أبن عمعوم = فخرٍ لغوث و مذحجٍ مع بني لام
و راع الكسابة حاز بالطيب دبلوم = حسبت جزورٍ وقعوا له بالأقلام
هذه من أخبار العرب عُرف و سلوم = ما هي تقاريرٍ لمندوب الأهرام
و ما للزعل من بين الأخوان ملزوم = قرب النسب حد أبو خشّان لزحام
من عقب ما قلبه بالأحقاد محزوم = عفى و خلّى له ديونه بلا أقيام
شرٍ وقع بأسباب ميمان و عقوم = و طقّت له الحسّاد عودٍ و دمام
و بعد الجمالة بير الأحقاد مهدوم = وفاء و صفاء ما بين الأخوة و الأعمام
و اللي غبيٍ فوقه القدر مخدوم = يقراء نتائج حرب سالم و همام
و يعود إلى الفخر بجماعته آل همزان بعد ذكره ( الكسابة ) و التي سنوضح قصتها مرة قادمة أنشاالله .
و قسط الدية من حسبة الربع محسوم = فزنا بسلمٍ نهج نقوة و فهّام
مثل الفريضة ما سمحت لأبن مكتوم = نوصي بها الأحفاد موروثنا العام
هي بالرضاء ما طق به روس و خشوم = و لا راجعوا به بالدوائر و الأقسام
و البطش ما سانع لهتلر و غليوم = فازت عليهم قوم تشرشل و برهام
لو هو شجاعٍ مثل دعسان و علوم = و ضاري و خاتم و المثنّى و ضرغام
و اللي يحوش الطرش و الضان و بهوم = يوم الشعيبة بالتفافيق محرام
صايل عديمٍ ضد الأضداد و خصوم = و الطيب ما يخفى على الخاص و العام
و صف المصلّي بين أمامٍ و مأموم = الكل يطلب رحمة الله لـ الأمام
اللي حكم نجدٍ و الأتهام و يهوم = هام العراق و فارس و دار الأشوام
على ذلولٍ بين شيحٍ و قيصوم = و يهوم في كوره مصنعة الألغام
و يسترسل الشاعر في وصف الملك عبدالعزيز آل سعود .
أحياء شجاعة طارق و زاد برقوم = عساه في طوبى له آثار و مقام
عبدالعزيز اللي للأسلام زيزوم = ياما عفى و أصلح و للسلم مهمام
رشيد عالي يوم فاجاه مظيوم = لقى الملاذ اللي وقاه من الأجرام
كنّه عليه التاج و الكاب و نجوم = بدار السعود اللي يغذّون الأيتام
و منها ما ينصح به من يذم عموم أناس بجريرة واحدٍ منهم ربما يكون معتوه أو ضعيف رأي ...
و ياللي تلوم الناس في بايه القوم = خف من عجاريفٍ تخلدها الأيام
خف من سوادٍ له علامات و رسوم = يُبلاء به الغافل مثل باب خدّام
يسوّد القرطاس و الحبر و رشوم = أسود من الحرّة و من ضلعة دهام
ما جاك من مولاك سنّة و مقسوم = مذكور في سبّح و طه و الأنعام
أنعم بحكم اللي نحوا دولة الروم = و دقّوا على كل الجزيرة بالأختام
أحيوا بطولة هاشم و بني مخزوم = و لا يغتني عنهم مبارك و صدّام
لو وردّوا ميقٍ و جاكور و فانتوم = و يسانده صاروخهم ظافر و سام
ياما نصروا من كابس الظلم مظلوم = و هزّوا على الظالم عصا العد و حسام
ثم يتذكر صاحب المعلقة همّه الدائم و الملازم لروحه و قضيته الأولى ...
و يا صك داري طول هجراك ما يدوم = وراك دوله حكمها سيد الأحكام
غيري هو الممنوع و أصبحت محروم = ملكي ضحيّة كل حاسد و نمّام
و صكّي مميّز كاسحٍ كل مشئوم = ملكٍ قديمٍ قبل عشرات الأعوام
أكتب و أبرقي و أمزع البشت و هدوم = و أنصى الملوك اللي يشادون الأعلام
غديت مثل الحرف يا صار مجزوم = من غير لا و أخواتها كيف!! الأبهام
و أسبح و أنا من يحسن الغوص و العوم = بعزمٍ مثل سابل و عرنان و ردام
ببلاد جدّي به صناديد و قروم = و غيدٍ تونّس ناظره وقت الأصرام
شرق النسير و جديّها ديم و حزوم = حزوم ديم و ضلع سلمى لها مام
من دور أبن عيسى جذيلٍ إلى اليوم = و عقب العرج به ما طمعت فيها الأقزام
يا صاحبي كانك تبي ملك ملزوم = دوّر ضواحي قريتك خبز و أيدام
لا تطيع من غروّك بالتين برشوم = حنّا قسمنا ماكر الطير يا حام
حتى الطيور أوكارها حدود و رسوم = يا مدوّر الأبرة بأثر شمّر و يام
مـ أحرص من الأول على الحد و قسوم = وين الآثار و زرع حبحب و شمّام
أرضوا بشرع الله عن الزود و الزوم = ترو بهيج أغواه تجريج الأقوام
و الشيخ بن هادي ولى نجدٍ عموم = و لا يحسب يقدر له إلياما الدخن قام
أهدوا عليه بكار و السابع التوم = و جاهم بعنف و كيدهم فتل و أبرام
و الشرع ما من دونه الباب مردوم = شرع الولي ماهي تعاليم حاخام
تأخذ حقوقك دون لطمه و لغثوم = و بدون زمرٍ مثل زمر أبو عرّام
و لا تصير مثل اللي أكل كيلو الثوم = في مسجد الجمعة كسب زور و آثام
أوذيت خلق الله ظلايم و زقوم = و براقيٍ ما بين نايف و سطام
إليا تخفّر تقل مبلي و مظلوم = يأتي بأساليبٍ تحليّها الأفام
إلى قوله ...
يالله يا مرجع على الدار بغيوم = تجلاء المشاكل مثل ما أجليت الأصنام
و تقنع غشيمٍ يحسب النصر محتوم = لو حجّته عيدان كلخٍ و رمرام
و في النهاية يختار أن يهدي طرائفه إلى صديقه الشاعر الكبير / حمود بن عمران السويدي الشمري .
و أهدى السلام لمن كما الحيد مزموم = بحر القوافي للأدب ينصب خيام
أبو مبارك جبهة الشعر و يزوم = على المعادي كل ما زام له زام
من لابةٍ ضدّه من الغيض مكظوم = من فعلهم به دائمٍ شاكِ الألآم
ولوا مضارب ثعل و زريق و جروم = و سدّوا فراغ اللي تنحّوا بالأتوام
من ريع صيحانٍ للأوهاد و تخوم = للقعر حرّم عن غراريس الأخصام
و حطّوا على الفريّس بورات و رجوم = ذكرى لجيلٍ ما عرف ماض الأعوام
تمّت .
ثم رد الشاعر الكبير / حمود بن عمران السويدي الشمري . بهذه القصيدة على الأديب / سعيّد بن فهيد الهمزاني الأسلمي الشمري . و نوردها هنا مختصرة .
قال / أبن عمران .
سميّت باللي لكامل الكون قيّوم = علاّم تصريف الليالي و الأيام
و من بعد ذكر الله سجلّت مرسوم = و الطرق ما تنزل بلا نطح الألزام
و خلاف ذا يا راكبٍ فوق ملموم = يطوي سمهدان الوطى طويت الخام
يلفي سعيّد شمعة الغوش شغموم = للضرس قلاّعٍ و للوشر حجّام
حاش الفخر و المجد من غير تعلوم = و أبوه و جدّه قبل شجعان و أكرام
و هرجٍ تفضّل به صحيحٍ و مفهوم = يدلي بتاريخٍ نقي ما به أوهام
و مدحه لربعي ما ينوله به اللوم = و قولٍ على صواب ما فيه مثلام
يوم العرب ما بين هازم و مهزوم = صاروا على سور الجبل سور و نظام
و الجانب الغربي إليا صار مزحوم = ترخص عمارٍ غالياتٍ بالأسوام
سبعة عشر شيخٍ لهم رسم و ختوم = من أيمان ربعي سلموا درب الأعدام
هرجٍ صحيحٍ ما هو تزييف و علوم = و جميع شيخٍ له على الرسم مرسام
لنا الفخر و لشمّرٍ كلها عموم = زبن الدخيل بفورة الدم ما يضام
شمّر سطام اللي عن الحق منجوم = و عقب الغوى يمشي على العدل بأرغام
و كم واحدٍ من ضربهم حارب النوم = أمّا جلاء و الا على الغبن كظّام
و يابو عدي ربعك لهم فعل و علوم = من دور أبن بقّار مضى لهم زام
هل الجواد اللي طريقه بقى رسوم = محفوظ تاريخه على مر الأعوام
و كم هيلعٍ كفّه بالأضداد ملحوم = شلوه الأسلم فوق عجلات الأولام
حمّاية الشعبه هل الصبر و عزوم = و هل الجوار مدلهّة كل مرزام
و من جاء لهم ينخاء بالأفزاع ملزوم = رجع بعّز و جاه حقّه بالأتمام
و شمّر فخرها واحدٍ ما به قسوم = يأتون للداعي و لو هم وراء الشام
هذا سهمهم و القبائل لها سهوم = نفخر بهم و لا أنا للأجواد زحّام
و ركضاتهم يشبع بها جايع الحوم = و ياما نكل من ضربهم كل محرام
شرحه قديمٍ ما لها حد و تخوم = و لو أبي أعدّه بيّدت كتب الأقلام
إلى آخر ما قال ...
و لكم تحيات و محبة / أبو حاضر .